Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog d'education et de formation

/تكنولوجيا التعليم/تكنولوجيا التربية

4 Mai 2009 , Rédigé par mazagan Publié dans #علوم التربية

الفصل  الأول
المجال :  تاريخ ونظرة عامة
تكنولوجيا التربية :
مسألة معنى

 كاس ج. جنترى

كلية التربية ، جامعة ولاية ميتشجان

  إيست لانسنج ميتشجان

يعلم أعضاء المهنة تمام العلم أنه في الوقت الذي يعتبر فيه
مجال تكنولوجيا التربية مجالاً حديثاً نشطاً إلا أنه وللأسف الشديد مازال يسعى
لإيجاد تعريف له.

وعلى الرغم من أنه لم يمض على ظهوره سوى فترة قصيرة نسبياً إلا أن مجال تقنية التعليم قد انطوى على كم مذهل من المعاني وقد أدى ذلك بدوره إلى حدوث بعض الارتباك بشأن أهداف وحدود هذا المجال.

والدافع الرئيسي وراء كتابة هذا المقال هو الاعتقاد بأنه بوضع جميع هذه المعاني في هكيل اكثر تنظيما من الممكن أن يساعد ممارس هذه المهنة سواءً من ذوي الخبرة أو المبتدئين على تطوير وجهة نظر أوضح لمجال تكنولوجيا التربية.

وتقوم الفصول القادمة بتقديم نموذج لمعاني تقنية التعليم وبعض المصطلحات المتعلقة بها.  وفي الوقت الذي تم فيه تجميع هذه المعاني كتغطية للإجابة على أسئلة قليلة أساسية فإنه لم يقدم سوى تعليق مختصر من منطلق اعتقادنا بأن الأهمية الكبرى تكمن في تحليل الأفراد الممارسين للمهنة أنفسهم.

وبدافع الاجتهاد الشخصي تم تقديم وجهة نظر شخصية لما يعنيه الكاتب تكنولوجيا التربية في الفصل الأخير.  ويوجد في نهاية هذا المقال مراجع تتعرض للمعاني التي تم استخدامها وذلك لخدمة أي شخص يسعى لدراسة هذه المعاني في نصوصها الأصلية.  حتى لو كانت الفائدة الوحيدة لهذه المعاني هي مساعدة خبراء تكنولوجيا التربية على شرح ما تعنيه مهنتهم لزوجاتهم وأبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم فإننا حينئذ نستطيع القول بأننا قمنا باستغلال وقتنا الاستغلال الأمثل*.

ما التكنولوجيا ؟

للأسف فإن الكلمة محل الاهتمام "تكنولوجيا"  تحدث قدراً من الارتباك بعقول العامة يكاد يتقارب مع ذلك الاضطراب الذي يحدثه مصطلح تكنولوجيا التعليم أو التربية في عقول المتخصصين.  المعاني التالية تحتمل العديد من التفسيرات بما في ذلك المستمد من التربية :

"التقنية هي نظام عقلاني تم تصميمه لضمان تفوق الإنسان على الطبيعة المادية وذلك من خلال تطبيق القوانين التي تم تحديدها بطريقة علمية" (سيمون ، 1983 ، صفحة 173).

"تشير التكنولوجيا أساساً بمعناها الملموس التجريبي إلى نظم التحكم العقلاني في مجموعات كبيرة من الأشخاص والأحداث والآلات وذلك بواسطة مجموعات صغيرة من الأشخاص من ذوي المهارات الفنية والذين يعملون من خلال شكل هرمي منظم" (ميكدرمت ، 1981 ، ص 142).

يصرح بول سيتلر المؤرخ الشهير لتكنولوجيا التربية بأن "كلمة تقنية وأصلها اللاتيني Texere وهو يعني نسج أو تشييد" لا تتضمن بالضرورة استخدام الآلات كما يعتقد الكثيرون وإنما تشير إلى "أي فن عملي يستخدم المعرفة العلمية" وقد تم تعريف هذا الفن العملي بواسطة عالم الاجتماع الفرنسي جاك إيلول على أنه تكنيك أو أسلوب فني ولاشك أن الآلات تمثل جزءاً بسيطاً من الأسلوب الفني.  إن الآلات ليست فقط نتيجة لأسلوب فني معين ، وإنما لاستخدام أسلوب فني يجعل تطبيقاتها التعليمية متاحة.  وبالتالي ، فإن العلاقة بين علم السلوك و تكنولوجيا التعليم تماثل العلاقة بين العلوم المادية والتكنولوجيا الهندسية أو العلاقة بين العلوم الحيوية والتقنية الطبية" (سيتلر ، 1968، ص 5 ، 6).

لقد قام جيمس فن خبير تكنولوجيا التعليم الشهير بتعريف كلمة التكنولوجيا كالآتي "تشمل التكنولوجيا بالإضافة إلى الآلات ، عمليات ونظم وإدارة وآليات تحكم سواءً تعمل بذاتها أو تديرها أيد بشرية ، ومحاولة التوصل إلى حلول فنية ، وقيم اقتصادية ، تتمتع بحظ أوفر دون سائر الحلول الأخرى" (فن ، 1960 ، ص 10).

في معرض المقارنة بين العلم و التكنولوجيا ، أكد أدميرال هيمان ركفر أبوالغواصة النووية والذي يعتبر نفسه ناقداً في مجال التعليم وذلك كما جاء على لسان كينزفيتش وآي "أنه لا يجب الخلط بين العلم والتكنولوجيا فالعلم يعتمد على اكتشاف حقائق وعلاقات صحيحة خاصة بالظواهر التي يمكن ملاحظتها في الطبيعة وأيضاً النظريات المتفق عليها والتي تساعد في تنظيم الكم الهائل من المعلومات المثبتة المتعلقة بهذه الحقائق والعلاقات ، وفي المقابل صرح هذا الادميرال بقوله بأن "التكنولوجيا لا يمكنها إدعاء السلطة فوق العلم وذلك لأن التكنولوجيا تتعامل مع الأدوات والأساليب الفنية والإجراءات :  والمنتجات الصناعية والعمليات التي شكلها الإنسان المشتغل في المجال الصناعي الحديث ، لكي يزيد من قدرات عقله وجسده" ثم أضاف "أن أساليب العلم تتطلب الاستثناء المطلق للعنصر البشري" وذلك لأن "الباحث عن الحقيقة لا يستطيع توجيه اهتمامه لما يحبه ويكرهه أو ما يحبه الآخرون أو يكرهونه أو للأفكار المنتشرة لملاءمة الأشياء ، وعلى الجانب الآخر حيث أن التكنولوجيا هي فعل أكثر من كونها تفكير مجرد مثل العلم فهناك احتمال أن تجلب المخاطر إذا سمح لها بتجاهل الاعتبارات الإنسانية" (كنزفتيش وآي ، 1970ص 17).

ما الدور الذي تضطلع به التكنولوجيا في التربية ؟

        إذا وافق المرء على معاني التكنولوجيا التي سبق تقديمها سوف يصبح من الواضح أن التكنولوجيا  من خلال تعريفها ما هي إلا عنصر رئيس في جميع
النشاطات الإنسانية.

        لذا فإنه لا يعنينا وجود تكنولوجيا أم لا بقدر اهتمامنا بالقدر الذي يتاح أن تسهم به تلك التقنية في خدمة النشاطات الإنسانية ؟  لذا كانت تلك المسألة محط دراسة قام بها عدد من المجموعات والأفراد ذات الشأن كالآتي :

يرى هربرت سيمون أن التكنولوجيا هي الطريقة التي يستخدمها الإنسان للربط بين البيئة الداخلية الطبيعية والخارجية الصناعية (سيمون ، 1969 ، ص 9).

في حين ذهبت لجنة كارنيجي إلى أن التكنولوجيا يجب أن تكون الخادم وليس السيد في مجال التعليم. و لا يجب استخدامها فقط لمجرد أنها توجد أو لخوف مؤسسة ما من أنها إذا لم تستخدمها سوف تتخلف عن ركب التقدم.  كما نعتقد أيضاً أن التكنولوجيا المتقدمة لا تتماشى مع الإشباع.  ويجوز في بعض البرامج الدراسية استخدام التقنية لبضع ساعات فقط من مدة الفصل الدراسي بأكمله يكون هو المناسب بينما يمكن في بعض الفصول الدراسية القليلة استخدام التكنولوجيا بصورة مفيدة في مدة تعادل ثلثي المدة المخصصة لفصل تعليمي ولكن في بعض الأحيان القليلة جداً يمكن استخدام التقنية على مدار الفصل الدراسي بأكمله" (لجنة كارنيجي "التعليم العالي" ، 1972 ، ص 11).

هناك عدد ضخم من المؤلفات التي تناقش الاختراعات التكنولوجيا التي تؤثر في التعليم وفيما يلي بعض الأمثلة المؤيدة لذلك :

أ  -  لقد أتاحت الحروف الهجائية الوسائل الذهنية للتعبير والتسجيل وصيانة المعرفة البشرية.  ولقد ساعد اختراع الورق وتحديث أدوات الكتابة على تقوية وجعل عملية تسجيل المعلومات باستخدام رموز الحروف الهجائية أجدى من الناحية العملية.  والكتاب (يمكن تعريفه كالآتي) "مجموعة من الرافعات أو الأذرع المصنوعة من الورق ذات أحجام متنوعة يمكن ربط بعضها ببعض وذلك في داخل غطاء قوي أو ناعم تم تنظيمه بهدف تقديم المعلومات في شكل متتابع" باختصار فإنه يمكن اعتبار الكتاب مثل التلفزيون والكمبيوتر إذ يمكن النظر إلى النواحي الميكانيكية الخاصة به ككيان منفصل عن المحتوى الموضوعي له.  أتاح الشكل المتحرك (جتبنرج) الكلمة وصولها المكتوبة للإنسان العادي.  ولاشك أنه يمكن اعتبار لوحة الكتابة أداة الاتصال المشتركة الأولى التي أتاحت لكل من المدرس والطالب رؤية نفس المحتوي المرن في نفس الوقت.  ولقد أثرت حافلة المدرسة على الطريقة التي ينظم بها الطلبة بغرض التعلم حتى في "أكثر المناطق عزلة" (كينزفيتش وآي ، 1972 ، ص 22-19).

ب -  يعتقد إنجلر أن التكنولوجيا مرتبطة بطريقة معقدة بالتعليم ولقد ذكر " أننا إذا اعتبرنا بيئة التعليم كشبكة من العلاقات بين الطلاب والمدرسين والبيئة التي يعملون فيها عندئذ يصبح من الواضح أن هذه العلاقات يمكن تعريفها عامة في ضوء تقنية التعليم السائدة" (إنجلر ، 1972 ص 62).

جـ-  وأثار روبرت هاينك من جامعة إنديانا مسألة مثيرة عن العلاقة بين المدرسين و تكنولوجيا التربية وذلك عندما قال "أن مقولة بيتر دركر التي تم فهمها بصورة خاطئة تؤكد أنه سوف تتأثر بشدة كل من عمليتي التعلم والتدريس بالإمكانية الجديدة للحصول على المعلومات أكثر من تأثرها بأي مجال آخر في الحياة البشرية.  هناك حاجة ملحة لمفهوم جديد وأساليب جديدة وأدوات جديدة للتدريس والتي تعتبر أقدم وأعرق مهنة عرفها الإنسان ، هناك حاجة ماسة للنهوض قدماً بعملية التعلم وعلاوة على ذلك ، فهناك حاجة ماسة أيضاً لوضع أساليب جديدة تزيد من فاعلية المدرس وتضاعف من مجهوده وكفاءته.  إن التدريس في الواقع هي المهنة التقليدية الوحيدة التي لم نستطع بعد تشكيل الأدوات الخاصة بها التي تمكن الإنسان العادي من الاضطلاع بها الاضطلاع الأمثل".  وإنني أؤكد بأننا قد فهمنا هذه المقولة بشكل خاطئ وذلك لأن معظم المعلمين بعد قراءتهم لمقولة دراكر سوف يقومون بإيماء رءوسهم ويفترضون تلقائياً أنه يطالب بوسائط لزيادة كفاءة المدرس داخل الفصل لكن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق فما يطالب به هو تكنولوجيا للتعليم تمكن الإنسان العادي من الأداء العالي ، ووسيلة ، سواءً مطبوعة أو إلكترونية ، لتوزيع هذا التعليم" (هاينك، 1970، ص 56).

ماذا نعني بتكنولوجيا التربية ؟

        أما وقد أمكننا بعد معرفة شئ عن جذور تكنولوجيا التعليم ودورها في التعليم فإنه حري بنا أن نطرح سؤالاً أكثر صعوبة وهو "ما هي تلك التقنية ؟" ومن المحاولات التالية يمكننا رؤية أن المعنى يعتمد إلى حد كبير على الزاوية التي ينظر منها وعلى الشخص ذاته.

تعرف لجنة تكنولوجيا التعليم التابعة للأكاديمية القومية للهندسة تكنولوجيا التربية على أنها " المعرفة الناتجة عن تطبيق علم التدريس والتعلم في العالم الواقعي داخل الفصل بالإضافة إلى الأدوات ومناهج البحث التي تم تطويرها للمساعدة في هذه التطبيقات" (ديوزيد ، 1971 ، الصفحة 1).

تقنية التربية "تهتم بمناهج البحث العامة ومجموعة الأساليب الفنية التي يتم توظيفها في تطبيق المبادئ التعليمية" (كليري 1976).

تكنولوجيا التربية تتضمن تطبيقيات النظم والأساليب الفنية والمساعدات من أجل تحسين عملية التعلم البشري وهي تتسم بأربعة خصائص على وجه الخصوص :  تعريف الأهداف التي يقوم المتعلم بتحقيقها ، تطبيق مبادئ التعلم على تحليل وهيكل الموضوع الذي سيتم تعلمه ، انتقاء واستخدام وسائل الإعلام المناسبة لتقديم المواد وأخيراً استخدام الأساليب الملائمة لتقدير أداء الطالب من أجل تقييم كفاءة الفصل وكذلك فاعلية المناهج والمواد" (كوليرو وآخرون، 1971 ، ص 16).

قام سيلفرمان بتقديم تصورين لتكنولوجيا التربية. تكنولوجيا التربية التي تركز على انتساب الإجراءات والأدوات ، و تكنولوجيا التربية البنائية التي تركز على تحليل المشكلات التعليمية وتكوين واختيار أدوات للتقييم والأدوات والأساليب الفنية للإنتاج ، كل ذلك بغرض التوصل إلى النتائج المرجوة" (سيلفرمان 1968 ، ص 3).

تكنولوجيا التربية هي "عملية معقدة ومتكاملة تتضمن الأشخاص والإجراءات والأفكار والأدوات والتنظيم وذلك بغرض تحليل المشكلات وابتكار وإنجاز وتقويم وإدارة حلول لهذه المشكلات والتي تتعلق بجميع أوجه التعلم البشري" (AECT 1977 ، ص 164).

ماذا تعني تكنولوجيا التعليم ؟

        تكنولوجيا التعليم  مصطلح يتم استخدامه بالتبادل مع تكنولوجيا التربية ولكنه يقدم تمحيصات لا توجد في معاني تكنولوجيا التربية .

تم تعريف تكنواوجيا  التعليم من قبل لجنة تكنولوجيا التعليم بطريقتين أولهما "أنها الوسائط التي تم اختراعها أثناء ثورة الاتصالات والتي يمكن استخدامها في أغراض تعلمية بجانب المدرس والكتاب ولوحة الشرح ( السبورة ) " وثانيهما إنها طريقة نظامية لتصميم وتنفيذ وتقييم العملية الكلية للتعلم والتدريس من خلال أهداف معينة قائمة على البحث في مجال التعلم الانساني والاتصالات وذلك بالإضافة إلى توظيف مصادر بشرية وغير بشرية بهدف الحصول على تعليم أكثر فاعلية" (لجنة تكنولوجيا التعليم ، 1970 ، ص 19).

بينما يخبرنا دافيد إنجلر والذي قام بدراسة معاني تكنولوجيا التعليم بأنه يمكن تعريفها بطريقتين مختلفتين إلى حدٍ ما :  "أولاً يمكن تعريفها كالآتي وهذا هو التعريف الأكثر شيوعاً.  إنها الأجزاء المادية أي التلفزيون والصور المتحركة والشرائط السمعية والاسطوانات والكتب الدراسية واللوحات .. إلخ وهي تشكل أساساً أدوات ووسائط الاتصال.  ثانياً والأكثر أهمية يمكن تعريفها على أنها العملية التي بواسطتها يمكننا تطبيق نتائج أبحاث العلوم السلوكية على المشكلات التعليمية.  وتعتبر تكنولوجيا التعليم في ظل هذين التعريفين  مطلقة القيمة مثال لذلك هو إمكانية تكنولوجيا جتنبرج في إنتاج "الكتاب المقدس" ، وكذلك "ماين كامبف" و "شكوى بورتوني" بنفس الدرجة من عدم التمييز" (إنجلر ، 1972 ، ص 59).

يعتقد سيتلر أن مفهوم العلوم المادية عن تكنولوجيا "تقنية" التعليم "يعني ، على الأغلب ، تطبيق العلوم المادية والتكنولوجيا الهندسية مثل آلات عرض الصور المتحركة وشرائط التسجيل والتلفزيون وآلات التدريس مشتملة الكمبيوتر على عرض المواد التعليمية لمجموعة أو أفراد" (ص 2).  بينما ينطوي مفهوم علم السلوك عن تقنية التعليم على وجوب أن تكون الممارسة التعليمية أكثر اعتماداً على أساليب العلم التي تم تطويرها بواسطة علماء السلوك في كافة المجالات الرحبة من علم النفس وعلم الإنسان وعلم الاجتماع وفي المجالات الأكثر تخصصاً في التعلم والعمليات الجماعية واللغة وعلم اللغويات والاتصالات والإدارة ودراسة الجهاز العصبي بالنسبة للعقل الإلكتروني والملاحظة ودراسة القوى العقلية.  وعلاوة على ذلك يتضمن المفهوم تطبيق الأبحاث والتطوير الهندسي (مشتملاً على هندسة العوامل الإنسانية) وفروع من علم الاقتصاد والتموين وما يتعلق به من الاستخدام الفعال للموظفين المتعلمين والمباني وساحات التعلم وأنظمة الآلات الكمبيوتر كمعالجة البيانات واسترجاع المعلومات" (ستيلر ، 1968 ، ص 4 ، 5).

تتكون تقنية التعليم من "الأشياء المتعلقة بالتعلم أي الأدوات والمواد المستخدمة في عمليات التعلم والتدريس" (أرمسي وداهل ، 1973 ، ص4).

تقنية التعليم هي "مجهود بالآلات أو بدونها متاح أو مستخدم للتحكم في بيئة الأفراد بغرض إحداث تغيير في السلوك وأي نتيجة أخرى متعلقة بالتعلم" (كينزفيتش وآي ، 1970 ، ص 16).

خبير تكنولوجيا التعليم هو عضو فريق وهو "متخصص في عملية التعلم ووظيفته تتمثل في مساعدة أعضاء هيئة التدريس على تحديد أهداف المقررات  ورسم استراتيجيات التعلم التي سوف يتم استخدامها وتقويم النتائج" (لجنة كارنيجي الخاصة بالتعليم العالي ، 1972 ، ص 71).

يؤكد ملخص تم عمله بواسطة لجنة تكنولوجيا التعليم أن هدف تقنية التعليم هو جعل التعليم أكثر إنتاجية وأكثر تركيزاً على الفرد وكذلك منح التعليم قاعدة علمية أكبر ، وجعل التعليم أكثر قوة والتعلم أكثر سرعة والوصول إلى أي منها متاحاً بنفس الدرجة" (تكتون ، 1971 ، ص 32).

ما تطبيقات التكنولوجيا ؟

        عند مناقشة مستويات التطبيقات المفيدة وما يمكن أن يتمخض عنها  - يميل هذا التعليق إلى التفاؤل دون التشاؤم فيمكن القول "إننا ندفع أموالنا ونحصل على اختياراتنا" (أم هي فرص ؟).

قال إنجلر خلال وصفه لحالة تكنولوجيا التعليم في عام 1972 "أكثر العبارات دقة التي يمكن للمرء استخدامها لوصف الطرق التعليمية الحالية هي أنها تكنولوجيا قديمة.  لقد تم استخدام الوسائط الأساسية للتعليم مثل الكتب الدراسية واللوحات المدرسية والاعتماد على المعلمين لسنوات عديدة.  أصبح المدرسون اليوم أفضل إعداداً والكتب أفضل صياغة وتصميماً واللوحات بألوان متغيرة وعلى الرغم من ذلك فإن وظائفهم وعلاقاتهم بالمتعلمين لم تتغير تغيراً جوهرياً على مدى فترة تزيد على مائة عام.  بالإضافة إلى ذلك لم تتغير عملية مواصلة التعليم من أساسها خلال تلك الفترة.  إذ لا تزال هذه العملية معتمدة أساساً على المدرس وأسلوب التوجيه الجماعي والنص الموجود بالكتاب.  ويعود هذا النمط من التعليم على النموذج الأصلي لهذه العملية وهو نموذج لانكتريان لتعليم المجموعات الكبيرة والذي تطور وانتشر في بريطانيا والولايات المتحدة أثناء القرن التاسع عشر وفي الوقت الذي مر فيه هذا النموذج بالعديد من التعديلات أثناء القرن والنصف الماضيين إلا أن الشكل العام للإنتاج التعليمي مازال تابعاً لهذه التقنية بصورة أساسية (مأخوذ عن تأثير المجتمع الصناعي على دور وطرق التعليم) (إنجلر ، 1972 ، ص 61).

يعلق كليفورد هـ. بلوك من وكالة التطوير العالمي على التجربة الهائلة الخاصة بتكنولوجيا التعليم عن بعد والتي قامت بها الحكومة البريطانية "عن طريق استخدام التلفزيون والراديو والبريد والمهارة الإنتاجية لشبكة بي بي سي ومهارة التصميم التعليمي لمجموعة تكنولوجيا التعليم الرائعة والخبراء من أعضاء هيئة التدريس عن طريق كل ذلك زادت أعداد الطلاب في الجامعة البريطانية المفتوحة إلى ما يزيد عن 65 ألف طالب وبذلك أصبحت أكبر جامعة في بريطانيا وواحدة من أكبر جامعات العالم.  كما يتمتع طلابها بمستوى ذهني مرتفع وبهذا أصبحت الشهادة التي يحصل عليها الطلاب من الجامعة المفتوحة لها قيمتها حتى في بريطانيا التي تولي المرتبة الاجتماعية اهتماماً شديداً" (بلوك ، 1981 ، ص 73).

يخبرنا بلوك أيضاً عند مناقشته للتكنولوجيا والتغير أنه من المغري حقاً التمعن في العالم الجديد الذي سوف نراه يتحقق في السنوات القليلة القادمة ،اذ سوف تتوفر مكتبات بأكملها في حفنة من أقراص الفيديو وطلبة من جميع المراحل السنية يتعلمون داخل منازلهم عن طريق أجهزة الكمبيوتر الصغيرة المرتبطة من خلال التليفون بقواعد بيانات تعليمية واسعة والقدرة على الوصول عن طريق القمر الصناعي إلى عدد لا حدود له من المعلومات المتنوعة الموجودة على التلفزيون.  لكنني أعتقد مثلما يعتقد معظم المساهمين بأن هذه التغيرات الجوهرية سوف تتحقق في أغلب الأحيان تدريجياً وبطريقة تطورية وليس بطريقة مفاجئة وذلك لأن المؤسسات التعليمية ومن بداخلها سواءً الطلاب أو المدرسين أو المديرين يحتاجون إلى وقت وخبرة وذلك كي تنصهر هذه الطرق الجديدة في أنماط سلوكهم الفردية والاجتماعية والاقتصادية" (بلوك ، 1981 ، ص 72).

وجهة نظر الكاتب

        يضم باقي هذا المقال معظم التعريفات السابقة في مجموعة معاصرة  والتي يمكن مناقشتها بواسطة أعضاء المهنة ومن أجل ذلك يقدم الكاتب تعريف مقترح خاص به بالإضافة إلى شرح لكل تعريف تقني.

التكنولوجيــا

التعــريف :

        هي التطبيق ذو التأثير الكلي والمتناسق المنظومي ( SYSTEMIC) والنظامــي (SYSTEMATIC) لنظريات العلوم السلوكية والطبيعية و المعرفة الأخرى وذلك لحل المشكلات.

التحليل :

يجب فهم المصطلحات الهامة في التعريف كالآتي :

"التطبيق ذو التأثير الكلي التطبيق المنظومي (  (SYSTEMIC" هذا المصطلح تم وضعه لأنه مساير لفكرة النظام وهي أن جميع الأشياء لها تأثير على وتتأثر بالأشياء الأخرى الموجودة في بيئتها.  يتعين عدم إغفال تأثير هذا التفاعل عند وضع أي نظام إذا أردنا أن يكون فاعلاً ومتميزاً ومرتبطاً بالهدف الذي أنشئ من أجله.

"التطبيق المتناسق" التطبيق النظامي (SYSTEMATIC) تضمن التعريف هذا المصطلح لأنه من السهل إغفال أو ترك العديد من الأشياء المتغايرة الهامة الخارجة عن إرادتنا وذلك في الأنظمة المعقدة مثل التعلم.

"التطبيق" هو ترجمة وتحويل المعارف العلمية وغيرها إلى تصميم نظام استراتيجي وتقني لحل المشكلة.  وبهذا نجد أن الاستراتيجيات (وهي تصميمات للقيام بفعل معين) والأساليب الفنية (وهي الوسائل العملية أو المقررة لإنجاز شئ ما) هي الوحدات الأولية للتقنية.  أو بعبارة أخرى فإن الاستراتيجيات المنتقاة لحل مشكلة ما تتماشى مع التصميم الخاص بالعمل بينما التكتيكات الخاصة بعمل استراتيجية تناظر تلك التقنيات.

ولدعم التعريف الخاص للكاتب يجب وضع هذه النقاط في الاعتبار :

التكنولوجيا مطلقة القيمة إذ أن الاستخدام الأمثل والسىء لها يعتمد على قيم الذين يستخدمونها.

من الممكن أن ينتج عن تطبيق الحلول التقنية في مشكلة معينة مشاكل أخرى قد تكون أكثر خطورة من المشكلة الأصلية.

يجب انتقاء تطبيقات الحلول التكنولوجية أو استمرارها فقط في حالة التأكد من أن النتائج المرجوة تفوق النتائج السيئة.

إن الخوف والتردد من استخدام التكنولوجيا المتقدمة هو في حقيقة الأمر خوف من النتائج المجهولة.  وإذا أردنا من الأفراد مساندة تطبيق التكنولوجيا المناسبة يجب عليهم عندئذ المرور بمراحل الإدراك والاهتمام والمحاولة والتثمين وذلك قبل الموافقة أو الاختيار (روجرز وشوميكر ، 1971 ، ص 100).

تكنولوجيا التعليم :

التعــريف :

        التطبيق ذو التأثير الكلي (المنظومي SYSTEMIC) والمتناسق (النظامى SYSTEMATIC) للاستراتيجيات والأساليب المأخوذة من نظريات العلوم السلوكية والطبيعية والمعارف الأخرى لحلول المشكلات التعليمية.

التحليل :

تتضمن الاهتمامات بشأن التعريف الخاص بتكنولوجيا التعليم :

يمكن تقسيم تكنولوجيا التعليم إلى تكنولوجيات أخرى أصغر ،  فعلى سبيل المثال
يوجد تصميم الرسائل ونقل الرسائل وتقييم تأثير الرسائل كأجزاء فرعية من تكنولوجيا التعليم.  لكي يتم الاتصال بصورة فعالة يجب توضيح التكنولوجيا التي تم على أساسها التوسيع أو الحد.

يمكن اعتبار تكنولوجيا التعليم كجزء من تكنولوجيات أخرى أكبر وهي تكنولوجيا
التربية بمعنى أن تكنولوجيا التربية هي اتحاد مكون من تكنولوجيات التعليم والتعلم والتطوير والإدارة.  وبالمثل يمكن لتكنولوجيا التربية الاندماج بتكنولوجيات أخرى لتكوين تكنولوجيا أكبر.

العديد من الاستراتيجيات والأساليب الفنية الخاصة بتقنية بعينها من الممكن أن تكون وثيقة الصلة بتقنيات أخرى.

يجب على أعضاء المهنة أن يعملوا على تأكيد فكرة أن انتقاء التكنولوجيا يعتمد على كل من الهدف والقيم.  ويلاحظ أن بعض الاستراتيجيات والأساليب الفنية تفوق غيرها ويجب اختيارها على هذا الأساس.

تكنولوجيا التربية :

التعــريف :

أصعب ما يمكن تعريفه هو "تكنولوجيا التربية" ضع بعين الاعتبار مايلي :  اتحاد من تكنولوجيات التعليم والتعلم والتطوير والإدارة بالإضافة إلى تكنولوجيات  أخرى يتم تطبيقها لحل المشكلات التربوية.

التحليل :

بعض النقاط التي يجب أن توضع بعين الاعتبار في هذا التعريف :

تبقى "التكنولوجيا" هي الفكرة الأم والمرجع لكل من تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا التربية  .  المرجع الآخر هو "التربية" ولقد قام جون ديوي في عام 1916 بتعريف التربية على أساس أنها " العمل الخاص بتوفير الشروط التي تضمن النمو أو تغطية الاحتياجات الحياتية الملائمة بصرف النظر عن السن" (ص 61).

هناك آخرون يقومون بالفصل بين التعليم والتدريب.  "عندما يكون المقصود هو تثبيت المهارات والعادات والاتجاهات والمعتقدات تسمى هذه العملية التدريب وفي مقابل ذلك عندما يكون المقصود هو زيادة قدرة وميل الطالب لتوظيف الحكم النقدي البناء فإن هذه العملية تسمى التعليم" (سميث ، 1965 ، ص 23).

عرف جود التعليم (في نطاق عملية التدريس) على أنه "القيام بتوفير النشاطات والمواد والإرشاد اللازمين لتسهيل عملية التعلم سواءً في مواقف رسمية أو غير رسمية" (جود ، 1959 ، ص 552).

من أين المنطلق:

إن إدماج هذه المعاني الخاصة بالتربية والتعليم داخل تكنولوجيا التعليم والتربية تجعل المرء مبهوراً ومتواضعاً لكونه مشتركاً في تطوير التقنية المساندة لواحدة من الممكن اعتبارها أعظم اختراعات الإنسان.  بصرف النظر عن مدى التوضيح أو الاضطراب الذي تسببه هذه المجموعة من التفسيرات لتقنية التعليم للأمور فإنه من المأمون أن نفترض أن الوقت سيمضي قبل أن تقبل معاني محددة في هذا المجال ومن المأمون أيضاً الافتراض بأن المعلمين سوف يستمرون في مناقشة مشكلات التعريف.  ولاشك أن العديد من المجهودات سوف تكون على مستوى دراسة اليونسكو التي توصلت إلى أنه سواءً أطلق عليه مشروع تكنولوجيا التعليم أو تكنولوجيا التربية فإن هذا يعتمد على الحجم والمدة.  حيث أن مشاريع تكنولوجيا التربية كبيرة وتستمر لفترات طويلة بينما مشاريع تكنولوجيا التعليم تتطلب وقتاً أقل لإنجازها (ديوزيد ، 1971). و هذا لن يفيد الباحثين في التوصل الى إجابات شافية.  لكن لحسن حظ عدد كبير من المفكرين ينضم باستمرار إلى عملية الاشتراك في التعريف يمكن توقع وجود عملية تنقيح مستمرة للمعاني الخاصة بتكنولوجيا التعليم.

عند دراسة المعاني المقدمة هنا بالإضافة إلى شرح الكاتب نجد اختلافات وتشابهات.  وإذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أقرب نجد أن التعريف يعتمد على المشروع الذي يتم التركيز عليه أو النقطة التي يتم مناقشتها الآن.  لذا فإنه لاشك أن البعض سوف يقوم بتعميم الكثير من هذه المعاني بسهولة.  وعلى الرغم من ذلك يوجد بينها العديد من المعاني المختلفة عن بعضها البعض.  وهذا قد ينير الطريق نحو القضايا الكبرى التي تحتاج إلى حسم.  على أية حال فإن هذا العدد من التأملات يوضح أن هناك حالة من الحماس داخل هذه المهنة وأصحاب نظريات التغير يؤكدون أن حالة الحماس هي الوقت المناسب لذوي العقول الواسعة الأفق والمجهزة لخوض هذا المجال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجـــع

 

AECT Task Force. (1977). Educational technology: Definition and glossary of terms. Washington. DC: Association for Educational Communications and Technology.

 

Armsey, I. W., & Dahl, N. C. (1973). An inquiry into the uses of instructional technology. New York: Ford Foundation Report.

 

Block, C. H. (Ed.). (1981). Proceedings of the National Conference on Technology and Education Washington. DC: Institute for Educational Leadership.

 

Camegie Commission on Higher Education. ( 1972). The fourth revolution: Instructional technology in higher education. New York: McGraw-Hill.

 

Cleary, A. et al. (1976). Educational technology: implications for early and special education. New York: John Wiley.

 

Collier, K. a. et al. (1971). Colleges of education learning programmes: A proposal (Working Paper No 5). Washington, DC: National Council for Educational Technology.

 

Commission on Instructional Technology. (1970). To improve learning. A report to the President and the Congress of the United States. Washington. DC: Commission on Instructional Technology.

 

Dewey. J. (1916). Democracy and education. New York: Macmillan.

 

Dieuzeide, H. (1971). Educational technology: Sophisticated. adapted and rational technology. Serie B: Opinions (No. 30). Paris: International Commission on the Development of Education, UNESCO.

 

Engler. D. (1972). Instructional technology and the curriculum. In F. J. Pula and R. J. Goff (Eds Technology in education: Challenge and change. Worthington.

OH: Charles A. Jones.

 

Finn, J. D. ( 1960). Technology and the instructional process. Audiovisual Communication Review,8(1). 9-10.

 

Good. C. v. (Ed .)(1959). Dictionary of education. New York: McGraw-Hill

 

Heinich, R. (1970). Technology and the management of in.5truction. Washington, DC: Educational Communications and Technology.

 

Knezevich, S. I. (1969). Administration of public education (2nd ed.). New York: Harper & Row

 

Knezevich, S. J., & Eye, G. G. (Eds.). ( 1970).Instructional   technology and the school administrator. Washington, DC: American Association of School Administrators

 

McDermott, J. (1981). Technology: The opiate of the intellectuals. In A. H. Teich (Ed.), Technology and man's future. New York: St. Martin's Press.

 

Rogers, E., & Shoemaker, F. (1971). Communication of innovations (2nd ed.). New York: Free Press.

 

Saettler, P. (!968). A history of instructional technology. New York: McGraw-Hill

 

Silverman, R. E. ( 1968, January). Two kinds of technology. Educational Technology, p. 3

 

Simon, H. A. (1969). The sciences of the artificial. Cambridge, MA: MIT Press.

 

Simon. Y. R. (1983). Pursuit of happiness and lust for power in technological society. In C. Mitcham & R. Mackey (Eds.), Philosophy and technology. New York: Free Press.

 

Smith, P. G. (1965). Philosophy of education. New York: Harper & Row.

 

Tickton, S. G. (Ed.). (1971). To improve learning: An evaluation of instructional technology (Vol. I). New York: R. R. Bowker .

 

 

 

 

*   هذا الجزء معاد طبعه من " الكتاب السنوي لوسائط وتكنولوجيا التربيةلعام 1987 ، مؤسسة ليتلتون ، المكتبات غير المحدودة).

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article